نعيمٌ
وجحيمٌ
نشرتْ الصحفُ العالميةُ خبراً عن انتحارِ رئيسِ
وزراءِ فرنسا في حُكمِ الرئيسِ ميتران ، والسببُ في ذلك أنَّ بعض الصحفِ الفرنسية
شنَّتْ عليهِ غارةً من النقْدِ والشتْمِ والتَّجريحِ ، فلمْ يجدْ هذا المسكينُ
إيماناً ولا سكينةً ولا استقراراً يعودُ إليه ، ولم يجدْ منْ يركنُ إليه ، فبادر
فأزْهَقَ رُوحَه .
إنَّ هذا الرجل المسكين الذي أقدم على
الانتحارِ لم يهتدِ بالهدايةِ الرَّبّانيَّةِ المتمثَّلةِ في قولِهِ سبحانه : ﴿ وَلاَ تَكُ
فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ ﴾ وقولِه سبحانه : ﴿ لَن
يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذًى ﴾ ، وقوله : ﴿ وَاصْبِرْ
عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً ﴾ ، لأنَّ الرجل فَقَدَ مفتاح الهدايةِ ، وطريق
السَّدادِ وسبيل الرَّشادِ : ﴿ مَن يُضْلِلِ اللّهُ
فَلاَ هَادِيَ لَهُ ﴾ .
إنَّ منْ وصايا الآخرين لكلِّ مُثْقلٍ بالهمِّ
والحزنِ ، أنْ يأمروه بالجلوسِ على ضفافِ النهرِ ، ويستمتع بالموسيقى ، ويلعب
النَّرْد ، ويتزلَّج على الثْلجِ .
لكنْ وصايا أهل الإسلامِ ، وأهلَ العبوديَّةِ
الحقَّةِ : جلسةٌ بين الأذانِ والإقامِة في روضةٍ منْ رياضِ الجنَّةِ ، وهتافٌ
بذِكرِ الواحد الأحدِ ، وتسليمٌ بالقضاءِ والقدرِ ، ورضاً بما قسم اللهُ ،
وتؤكُّلٌ على اللهِ جلَّ وعلا .
************************************
﴿ أَلَمْ
نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ ﴾
نَزَلَ هذا الكلامُ
على رسولِ اللهِ r فتحقَّقتْ
فيه هذهِ الكلمةُ ، فكان سهل الخاطرِ ، منشرح الصدرِ ، متفائلاً ، جيَّاشَ الفؤادِ
، حيَّ العاطفةِ ، ميسَّراً في أمورِهِ ، قريباً من القلوبِ ، بسيطاً في عظمةٍ ،
دانياً من الناسِ في هيبةٍ ، متبسماً في وقارٍ ، متحبباُ في سموٍّ ، مألوفاً
للحاضر والبادي ، جمَّ الخُلُقِ ، طلْقَ المُحيَّا ، مشرق الطلْعةِ ، غزير الحياءِ
، يهشُّ للدُّعابةِ ، ويَبَشُّ للقادِم ، مسروراً بعطاءِ اللهِ ، جذِلاُ بالهِباتِ
الرَّبانيَّةِ ، لا يعتريه اليأسُ ، ولا يعرفُ الإحباط ، ولا يخلدُ إلى
التَّخْذِيلِ ، ولا يعترفُ بالقنوطِ ، ويُعجبُه الفألُ الحسنُ ، ويكرهُ التَّعمُّق
والتَّشدُّق ، والتَّفيْهُق والتَّكلُّف والتَّنطُّع ؛ لأنهُ صاحبُ رسالةٍ ،
وحاملُ مبدأ ، وقدوةُ أُمَّةٍ ، وأُسوةُ أجيالٍ ، ومعلِّمُ شعوبٍ ، وربُّ أسرةٍ ،
ورجُلُ مجتمعٍ ، وكنْز مُثُلٍ ، ومَجْمَعُ فضائل ، وبحرُ عطايا ، ومشرِقُ نورٍ .
إنه باختصارٍ :
ميسرٌ لليُسرى ، ، وإنه بإيجازٍ ﴿ وَيَضَعُ عَنْهُمْ
إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ﴾ أو بعبارةٍ أخرى : ﴿ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ ﴾ وكفى !! ﴿ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً{45} وَدَاعِياً إِلَى
اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُّنِيراً
﴾ .
إنَّ مما يُعارضُ
الرسالة الميسَّرة السهلة : تنطُّعُ الخوارجِ ، وتزندُقُ أهلِ المنطقِ عبيدِ
الدنيا ، وانحرافُ مرتزقةِ الأفكار ﴿ فَهَدَى اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ لِمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ
الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللّهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴾ .
******************************************
وجحيمٌ
نشرتْ الصحفُ العالميةُ خبراً عن انتحارِ رئيسِ
وزراءِ فرنسا في حُكمِ الرئيسِ ميتران ، والسببُ في ذلك أنَّ بعض الصحفِ الفرنسية
شنَّتْ عليهِ غارةً من النقْدِ والشتْمِ والتَّجريحِ ، فلمْ يجدْ هذا المسكينُ
إيماناً ولا سكينةً ولا استقراراً يعودُ إليه ، ولم يجدْ منْ يركنُ إليه ، فبادر
فأزْهَقَ رُوحَه .
إنَّ هذا الرجل المسكين الذي أقدم على
الانتحارِ لم يهتدِ بالهدايةِ الرَّبّانيَّةِ المتمثَّلةِ في قولِهِ سبحانه : ﴿ وَلاَ تَكُ
فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ ﴾ وقولِه سبحانه : ﴿ لَن
يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذًى ﴾ ، وقوله : ﴿ وَاصْبِرْ
عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً ﴾ ، لأنَّ الرجل فَقَدَ مفتاح الهدايةِ ، وطريق
السَّدادِ وسبيل الرَّشادِ : ﴿ مَن يُضْلِلِ اللّهُ
فَلاَ هَادِيَ لَهُ ﴾ .
إنَّ منْ وصايا الآخرين لكلِّ مُثْقلٍ بالهمِّ
والحزنِ ، أنْ يأمروه بالجلوسِ على ضفافِ النهرِ ، ويستمتع بالموسيقى ، ويلعب
النَّرْد ، ويتزلَّج على الثْلجِ .
لكنْ وصايا أهل الإسلامِ ، وأهلَ العبوديَّةِ
الحقَّةِ : جلسةٌ بين الأذانِ والإقامِة في روضةٍ منْ رياضِ الجنَّةِ ، وهتافٌ
بذِكرِ الواحد الأحدِ ، وتسليمٌ بالقضاءِ والقدرِ ، ورضاً بما قسم اللهُ ،
وتؤكُّلٌ على اللهِ جلَّ وعلا .
************************************
﴿ أَلَمْ
نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ ﴾
نَزَلَ هذا الكلامُ
على رسولِ اللهِ r فتحقَّقتْ
فيه هذهِ الكلمةُ ، فكان سهل الخاطرِ ، منشرح الصدرِ ، متفائلاً ، جيَّاشَ الفؤادِ
، حيَّ العاطفةِ ، ميسَّراً في أمورِهِ ، قريباً من القلوبِ ، بسيطاً في عظمةٍ ،
دانياً من الناسِ في هيبةٍ ، متبسماً في وقارٍ ، متحبباُ في سموٍّ ، مألوفاً
للحاضر والبادي ، جمَّ الخُلُقِ ، طلْقَ المُحيَّا ، مشرق الطلْعةِ ، غزير الحياءِ
، يهشُّ للدُّعابةِ ، ويَبَشُّ للقادِم ، مسروراً بعطاءِ اللهِ ، جذِلاُ بالهِباتِ
الرَّبانيَّةِ ، لا يعتريه اليأسُ ، ولا يعرفُ الإحباط ، ولا يخلدُ إلى
التَّخْذِيلِ ، ولا يعترفُ بالقنوطِ ، ويُعجبُه الفألُ الحسنُ ، ويكرهُ التَّعمُّق
والتَّشدُّق ، والتَّفيْهُق والتَّكلُّف والتَّنطُّع ؛ لأنهُ صاحبُ رسالةٍ ،
وحاملُ مبدأ ، وقدوةُ أُمَّةٍ ، وأُسوةُ أجيالٍ ، ومعلِّمُ شعوبٍ ، وربُّ أسرةٍ ،
ورجُلُ مجتمعٍ ، وكنْز مُثُلٍ ، ومَجْمَعُ فضائل ، وبحرُ عطايا ، ومشرِقُ نورٍ .
إنه باختصارٍ :
ميسرٌ لليُسرى ، ، وإنه بإيجازٍ ﴿ وَيَضَعُ عَنْهُمْ
إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ﴾ أو بعبارةٍ أخرى : ﴿ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ ﴾ وكفى !! ﴿ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً{45} وَدَاعِياً إِلَى
اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُّنِيراً
﴾ .
إنَّ مما يُعارضُ
الرسالة الميسَّرة السهلة : تنطُّعُ الخوارجِ ، وتزندُقُ أهلِ المنطقِ عبيدِ
الدنيا ، وانحرافُ مرتزقةِ الأفكار ﴿ فَهَدَى اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ لِمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ
الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللّهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴾ .
******************************************